من البداية كانت علاقتي بهذه الرواية غريبة - أو على الأقل لم تكن علاقة عادية - حيث كنت أسير بسيارتي مع زوجى وأبنائي في مصر الجديدة حيث قررت فجأة وبدون مقدمات أن أشتري كتابًا جديدًا في محاولة من أحد المحاولات المتكررة - الغير ناجحة على الأرجح - لاكتساب عادة القراءة.. لم أقف في حياتي كلها هذا المكان لأشتري كتابًا - رغم أني كنت من سكان مصر الجديدة حتى 5 سنوات مضت.. بل أظنني لم أنتبه يومًا أن هناك من يبيع الكتب في هذا المكان أساسًا..
نزلت من السيارة وبدأت أطالع أسماء الكتب.. لم أجد شيئًا لافتًا.. ثم بدأ البائع يتحدث إليّ.. قلت في نفسي يا ويلي سنبدأ مرحلة الاختراعات (الافتكاسات والهري والفتي والهبد).. لكني ولأول مرة - عندما بدأ البائع يسترسل في حديثه معي - بدأت أشعر أنه ليس بائعًا تقليديًا يريد الحديث لقضاء وقتًا سعيدًا ينتهي بشراء الزبون لأي شيئ حتى يهرب من الثرثرة والصداع..
بدأ يتعامل معي كمستشار بل وناصح أمين، شعرت أنه شغوف بعمله ولا يتعامل معه على أنها وظيفة بسيطة سطحية.. وهذا أثار إعجابي به وفضولي لاستكمال حواري معه لأرى كيف سينتهي..
انتهي الحوار الطويل بنصيحة - شعرت أنها صادقة - أن أقتني رواية #شيفرة_بلال للدكتور #أحمد_خيري_العمري والتي على الرغم من كونها بعيدة كل البعد عن رغبتي الأساسية في شراء كتاب بسيط مَرِح يساعدني على النوم.. إلا إنني اشتريته ولا أدري لماذا!
عدتُ وركبت سيارتي وقبل أن أنطلق سألتني زوجي ماذا اشتريت؟ قلت لها في عجالة ما حدث وبمجرد أن ذكرت اسم الرواية فقالت إنها للكاتب الفلاني - شعرت من شدة استحسانها له أنه من عائلتها - فسألتها هل هذا كاتب جيد؟ قالت جيد؟!! راااائع.. فزاد ذلك حماسي الأولي الضئيل لقرائتها خاصة وأني أثق في رأيها جدًا فيما يخص هذا الجانب.. أقصد الكُتَّاب ورواياتهم والكتب بشكل عام..
كانت هذه كلها مقدمات غير نمطية تنبئني بأن هذه الرواية بها رسالة ما يريد الله - سبحانه - أن أنتبه إليها.. خاصة وأني من الناس الذين يعتقدون أنه لا شيء يحدث في الحياة بشكل عبثي أو فوضوي.. حتى وإن بدا لنا هكذا بنظرتنا القاصرة.. إلا إنه يحدث بحكمة وبتقدير بالغيْن.. فالصدفة نعتبرها نحن صدفة لأنها جاءتنا في غير سياقها المنطقي أو وقتها الطبيعي لكن ليست كذلك عند الله.. {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}..
قرأتها كاملة وهذا من العجائب بالنسبة لي.. أن أُنهي كتابًا من 376 صفحة.. فضلاً عن أن يكون هذا الكتاب رواية! لا أصدق! هل فعلتها حقًا؟!
تبدأ الرواية بشكل أخَّاذ حيث يسير الطفل بلال صاحب الـ 13 عامًا في أحد شوارع نيويورك ليرى اسمه مضيئًا داخل إحدى لوحات إعلانات الافلام.. ما هذا؟ فيلم يحمل اسمي؟! ثم...... عذرًا أنا لست الدكتور أحمد خيري العمري لأُكْمِل، لكني أستطيع أن أقول - في نقاط سريعة - لماذا أنصح بقراءة تلك الرواية الرائعة.. شيفرة_بلال.
1- البداية المشوقة حيث تبدأ الرواية بداية مشوقة جدًا تأخذ انتباهك بسرعة وتأسر مشاعرك في وقت لا يُذكر لتجد نفسك لا إراديًا تعبر الصفحة تلو الصفحة لتمضي في تفاصيلها في فضول متنامي لمعرفة كيف ستسير الأحداث، ولا أبالغ إن قلت أنك بمجرد قراءة الصفحات الأولى التي لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة ستشعر أنك تعيش مشاعر عميقة وكأنك قرأت ربع أو ثلث الرواية.
2- الغوْص في تفاصيل مشاعر الشخصيات أكثر من رائع فتشعر مع كل شخصية أنك تحياها.. تحيا مشاعرها وتفاصيلها النفسية العميقة والمعقدة لدرجة أني كنت وأنا أتنقل بعيني من سطر إلي سطر أشعر أني أقرأ مشاعري التي في صدري وليست كلمات مكتوبة على ورق.
3- أسلوب قصصي راقٍ جدًا يصل بك إلى تلك المعاني التي يريد الكاتب أن يوصلها إليك بسلاسة وانسيابية دون أن تشعر أنك مُجبر على قبولها حيث تأتي كنتيجة طبيعية ومنطقية لتطور الأحداث لتستقر في وجدانك بهدوء وثبات.
4- الاسقاطات العظيمة من حياة الصحابي الجليل #بلال_بن_رباح - رضي الله عنه - على حياتنا المعاصرة وتشبيهات المواقف التي مر بها بمواقف نمر بها نحن وربطها بحبكة درامية من نوع "السهل الممتنع" تجعلك تعيد هذه الاسقاطات على حياتك أنت فتجد نفسك تفهمها - أو على الأقل تفهم مواقف وأجزاء منها - بشكل أكثر نضجًا عن ذي قبل، ويا ليت كاتبنا المتميز دكتور #أحمد_خيري_العمري وغيره من كتابنا المتميزين من تكرار التجربة مع صحابة آخرين ليُدخِلوا هؤلاء الأكابر - أقصد الصحابة الكرام - في حياتنا بهذا الأسلوب الشيق السلس البسيط فتتأثر حياتنا بهم في زمن ضاعت فيه القدوات الثمينة والقيم السامية.
وأخيرًا.. أتمنى أن تقرأوها وتشاركوني انطباعاتكم ومشاعركم نحوها.. فهذا يُثري المعاني التي شملتها ويُعَمِّق الفائدة ويُعظِّم الأثر.
دمتم سالمين ☺
#تفانين_ابو_المحاسين #ImpactPassion #بلال_بن_رباح #Bilal_ibn_Rabah #أثر #Shifrat_Bilal #Ahmed_Khairi_Alomari
اللهم بارك
ReplyDeleteجميله اوي
شكرًا جزيلاً 😊
Delete